المكلا – ناصر بن جوبح
أعلنت دار المعارف للبحوث والاحصاء التي تتخذ من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت مقرا. لها عن نتائج زيارة فريقها العلمي المشترك مع كلية الطب بجامعة حضرموت لتقصي الحقائق عن انتشار وباء الملاريا بمدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة وبرئاسة الاستاذ الدكتور عبدالله سالم بن غوث مدير دائرة البحوث والاحصاء بدار المعارف ومعه فريق علمي ومختصين في التحري الحشري وفنيين في المختبرات وبالتنسيق مع مكتب وزارة الصحة والسكان في محافظة المهرة والذي نفذ خلال الفارة من ١١-١٤ يناير الماضي وخلال اطلاع الفريق على الوضع الصحي والوبائي للملاريا وزيارة عدد من المستشفيات والمراكز الطبية والصحية والأماكن الموبؤة والاطلاع على الإحصائيات والبيانات والجلوس مع المختصين والسلطة المحلية ومؤسسة المهرة للأعمال الانسانية ومن خلال معاينة عدد من الحالات والتحري الحشري والذي خلص الى نتيجة ان الوضع خطير جدا وينذر بكارثة كبيرة اذا لم يتم تداركها سريعا داعية المنظمات الدولية والإقليمية والسلطات الصحية في المحافظة والحكومة الشرعية تلى سرعة التدخل للسيطرة والقضاء على هذا الوباء الخطير الذي لا يهدد المهرة فقط وإنما دول الخليج ومنها سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة بحكم قربها من المهرة وقد حصلنا على اهم ما ورد في تقرير اللجنة المشتركة وهو بتصرف كالتالي : أفادت تقارير البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في محافظة المهرة أنه تم تسجيل 1076 حالة ملاريا في العام 2016م في مدينة الغيظة عاصمة المحافظة وصلت بعضها الى مستشفيات حضرموت وبزيادة بلغت 900% عن العام 2015م الذي بلغت نسبة الإصابة فيه 155 حالة ، حيث أصبح المرض يشكل قلق اجتماعي واهتمام رسمي . حيث يشكل ذلك تهديدا لدول الخليج للحدود التي تربطها مع سلطنة عمان البلد الخالي من الملاريا والمسافرين عبرها الى دولة الإمارات العربية المتحدة التي استئاصلت الملاريا في العام 2010م بشهادة منظمة الصحة العالمية الأمر الذي يحتم على الجهات المسئولة النظر بعين الاعتبار للوضع الوبائي للملاريا في المهرة والأوبئة المستجدة فيها والتعاطي العلمي والعملي لاحتوائها وتقديم حلول جذرية للقضاء عليها لما له من فوائد محلية وأقليمية ودولية ، خصوصا مع ظهور الملاريا المنجلية النوع الأخطر بين أنواع الملاريا . ويسكن عاصمة المحافظة ( الغيظة ) حوالي 31% من سكان المهرة الذين بلغوا في تعداد عام 2004م ب 27404نسمة ، ويتوقع أن يصل العدد الى 45000 نسمة في العام المنصرم 2016م في الغيظة فقط الى 23,7 حالة ملاريا جديدة لكل 1000 من سكان المدينة . وأوضحت التقارير بأن زيادة عدد الإصابات كانت ملحوظة في الأشهر من اكتوبر الى ديسمبر 2016م ( 428- 246- 258) على التوالي ، مما ينذر بإستمرارية الإنتشار الوبائي . وسجلت اللجنة العلمية المشتركة من دار المعارف للبحوث والإحصاء وكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة حضرموت خلال التقصي الوبائي للملاريا الذي نفذته في الفترة من 11-14يناير الجاري وشمله التقرير العلمي الصادر عن اللجنة نتائج خلاصته التي توصي بوضع خطة لمكافحة المرض على المدى القصير والعاجل وعلى المدى الاستراتيجي البعيد من خلال الرش الضبابي لمدة 12يوم شهريا في ثلاثة أشهر وتركز على مدينة الغيظة فقط ، والتخطيط لحملة رش ذو أثر باقي في موعد أقصاه إبريل 2017م وتوفير بنية تحتية لمكافحة الملاريا وتخطيط وتنفيذ حملة تثقيف صحي فعالة لمدة شهرين على الأقل . وتهدف الخطة الى احتواء وباء الملاريا المنتشر حاليا في مدينة الغيظة الى مستويات انتشاره في المديريات الأخرى بمحافظة المهرة خلال ستة أشهر ، وتعزيز القدرات المؤسسية لمكافحة الملاريا بالمحافظة وتخفيض معدل حدوث الملاريا السنوي في مديرية الغيظة من 23,6 لكل 1000عام 2016م الى أقل من 5 لكل 1000في العام 2020م وتحسين وعي المواطنين والوقاية منه . وقد ساهمت عدد من العوامل في ظهور الأوبئة والأمراض كالملاريا في محافظة المهرة منها الظروف السياسية والطبيعية التي حدثت منذ العام 2015م وأثرت بصورة مباشرة على عدم قدرة النظام الصحي وبرنامج الحفاظ على المعدلات المنخفظة وصولا الى الاستئصال من خلال توقف الأنشطة الخاصة بمكافحة الناقل وضعف الترصد الوبائي وعدم الإستعداد الكامل لمرحلة استئصال الملاريا بالإضافة الى تزايد عدد الوافدين الى المهرة من محافظات موبوءة وتزايد النازحين واللاجئين وازدياد حركة المسافرين عبر منافذ المحافظة البرية والبحرية . يذكر أن مكتب الصحة والسلطة المحلية بمحافظة المهرة قد تدخل في اكتوبر 2010م بتدخل محدود من خلال الرش الضبابي والتثقيف الصحي إلا أن الوضع لازال مقلقا ويحتاج الى حلول جذرية .